المقدمة
بسم الله والصلاة والسلام على سيدنا محمد ( صلى الله عليه وسلم ) ، وبعد فهذا البحث يتناول نظام الحكم والادارة والحالة الاقتصادية فى الموصل والجزيرة الفراتية من بداية العصر العباسى حتى القرن الرابع الهجرى ، وقد تناول بحث التنظيمات الادارية واختيار الولاه وعلاقتهم بالدولة العباسية ثم الحديث عن الحياة الاقتصادية والانشطة المختلفة من زراعة واهم المحاصيل ، وصناعة وتجارة .
ولى على حكم الموصل والجزيرة ولاه من قبل الخلفاء العباسيين وامراء شبه مستقلين لذلك طرأ على التنظيمات الادارية بهذا الاقليم بعض التطورات وتجلى ذلك بوجه خاص فى عهد الحمدانين الذين اتخذوا الوزاراء اسوة بالعباسين . كما قسم الحمدانيون دولتهم الى اعمال وعينوا ولاة ينوبون عنهم فيها وحذا امراء بنى عقيل حذوا الحمدانيين فاتخذو نوابا عنهم فى اعمالهم ، كما اتخذوا وزراء لهم .
اما عن الوضع الاقتصادى فى بلاد الجزيرة فقد عنى الخلفاء وولاتهم بتنمية موارد الثروة فى تلك البلاد فازدهرت الزراعة وادخل الحمدانيون زراعة القطن الى بلاد بين النهرين ..كما كان ازدهرت الصناعة ، كذلك نشطت حركة التجارة فى اقليم الجزيرة كما كان للثغور دور كبير فى التجارة لوقوعها بالقرب من البحر المتوسط .
بحث
فى مصادر الدراسة
(أ) المصادر المخطوطة :
- " كتاب الاقاليم " لابى اسحق ابراهيم بن محمد الفارسى الاصطخرى المعروف بالكرخى المتوفى فى النصف الاول من القرن الرابع الهجرى ( وقد امدنى بمعلومات وافرة عن الموصل والثغور الجزرية والشلمية )
-
(ب) المصادر المطبوعة
- كتاب " فتوح البلدان " للبلاذرى ، احمد بن يحيى بن جابر المتوفى سنة 279 ه / 792 م
- تعرض البلاذرى لامور البلاد المفتوحة مثل الجزيرة والثغور والعراق وغيرها وقد تتبع الفتوح تتبعا تاريخيا لذلك رجعت اليه فى التغيرات الادارية فى عهد الخليفة هارون الرشيد .
- ومن المصادر الهامة التى افادتنى افادة كبير كتاب " تاريخ الموصل " لابى زكريا يزيد بن محمد بن اياس بن القاسم الازدى المتوفى سنة 224ه /945 م وهو يذكر الاحداث مرتبة سنويا تبدا من سنة 101 ه تقريبا وتنتهى فى حوادث سنة 224 ه وهو من الكتب المفيدة فى دراسة تاريخ بلاد الجزيرة والموصل فى العصرين الاموى والعباسى وقد افدت منه فيما يتعلق باخبار الموصل وخططها واشهر ولاة الموصل والجزيرة فى عهد العباسين
- كذلك افدت من كتاب " احسن التقاسيم فى معرفة الاقاليم " لشمس الدين ابو عبد الله محمد المقدسى المتوفى سنة 388ه ، 997 م وقد امدنى بمعلومات وافية عن نشاط حركة التجارة فى بلاد الجزيرة واهم ما كانت تصدره مدن الجزيرة من انتاجها الزراعى والصناعى .
- كما رجعت الى " كتاب صورة الارض " لابن حوقل المتوفى فى اواخر القرن الرابع الهجرى وامدنى بمعاومات قيمة عن الثغور الجزرية والعواصم وامزروعات التى اشتهرت بها كل مدينة من المدن الجزيره واهم ما تصدره هذه المدن .
- ويعد كتاب " تجارب الامم " لابى على احمد بن يعقوب بن مسكويه المتوفى فى سنة 421ه /1030م اهم مصدر لدراسة تاريخ العهد البويهى وعلاقة الحمدايين بالخلافة فى العصر البويهىوقد اعتمد مسكويه فى كتابه على روايات شهود العيان للاحداث التى وقعت فى هذه الفترة هذا فضلا عن ان مسكويه نفسه كان شاهد عيان للاحداث التى وقعت اثناء خدمته فى الدولة البويهية فكان فى ريعان شبابه متصلا بالوزبر ابن العميد ثم اصبح مختصا بخدمة بهاء الدولة كما رافق مسكويه عضد الدولة فى حملته على الموصل سنة 368 ه
- كما اعتمد على كتاب " العبر وديوان المبتدأ والخبر" لاعبد الرحمن بن محمد بن محمد بن محمد بن الحسن بن جابر بن خلدون المتوفى سنة 808 ه فقد تحدث عن دوله بنى حمدان بالموصل والجزيرة وولاية ابى الهيجاء وولاية ناصر الدولة امرة الامراء
- كما رجعت الى كتاب " صبح الاعشى " للقلقشندى ، ابو العباس احمد ، توفى 821 ه / 1418 م وقد افدت من هذا الكتاب فى الحديث عن الحمدانيون والقابهم لاثبات سلطتهم
- كما افدت من المعاجم مثل " معجم البلدان " " ، ليقوت الحموى ، شهاب الدين ابو عبد الله الحموى الرومى المتوفى سنة 626 ه /1229 م
مظاهر الحضارة فى الموصل والجزيرة
1- نظم الحكم والادارة
كان لازياد نفوذ الاتراك منذ مستهل القرن الثالث الهجرى ، وضعف السلطة المركزية اثر كبير فى انقسام الدولة الاسلامية الى اقطار مستقلة ، فأخذت بعض العناصر تعمل على استعادة نفوذها ، فأقام الحمدانيون وهم ينتسبون الى قبيلة تغلب العربية ، دولة لهم فى الموصل وحلب ،كما ان العناصر الفارسية والتركية اقامت دولا لها فى شرق الدولة الاسلامية .
استغل بعض الامراء ضعف السلطة المركزية فى بغداد واستقلوا بولاياتهم ، واضطر الخليفة ان يقرهم عليها ، فاستقل احمد بن طولون بمصر ، واستطاع السامانيون ان يستقلوا ببلاد ما وراء النهر وخراسان ويؤسسوا الدولة الساما نية (1) . وظهر نفوذ الحمدانيين فى الموصل بعد ان تقلد ولايتها ابو الهيجاء عبد الله بن حمدان من قبل الخليفة المكتفى سنة 293 ه(2) ثم اسندت ولاية الموصل الى الحسن بن ابى الهيجاء سنة 317 ه بعد مقتل والده لتأمره على المقتدر (3) وفى هذه الفترة كان الحمدانيون مجرد نواب للخليفة العباسى ثم اسند منصب امراء للحمدانيين،
لجأ الحمدانيون الى عدة طرق للاحتفاظ بنفوذهم منها التقرب الى الخلفاء والامراء فى بغداد عن طريق المصاهرة ، ففى عهد الخليفة الراضى تزوج ناصر الدولة الحسن بن حمدان من ابنة امير الامراء بحكم سنة 327 ه (4) كما زوج ناصر الدولة ابنته للامير اسحاق بن الخليفة المتقى سنة 331 ه (5) وزوج ابنه ابا تغلب من ابنة الامير البويهى عز الدولة بختيار .(6)
حرص الحمدانيون على التلقب بالالقاب لاثبات سلطتهم ونفوذهم فلقب الحسن بلقب ناصر الدولة وذلك فى ايام المتقى لله (7) وابو تغلب بلقب عدة الدولة واشترط ابو تغلب لمصالحة بختيار سنة 363ه ان يلقب لقبا سلطانيا فأجابة بختيار الى ذلك وسأل المطيع لله فى تلقيبه فلقب عدة الدولة وهذا يدل على اهتمام الحمدانيين بالالقاب (8) .
كانت هناك تقاليد متبعة عند تولية الولاة الحمدانيين فيرسل اليهم الخلفاء عهدا يذكرون فية واجباتهم واختصاصتهم والتزاماتهم ليؤكد الخلفاء بذلك تبعيتهم لهم وقد اورد ابو اسحق الصابى نسخة عهد عن المطيع لله الى ابى تغلب الغضنفرى بن ناصر الدولة قال له فيه : " هذا ما عهد عبد الله الفضل الامام المطيع لله امير المؤمنين الى الغضنفرى بن ناصر الدولة ابى محمد ..... قلده الصلاة واعمل الحرب والمعاون والاحداث والخراج والاعشار والضياع والجهبذه والصدقات وسائر وجوه الجبايات والعرض والعطاء والنفقة فى الاولياء والمظالم واسواق الرقيق والعيار فى دور الضرب والطرزبالموصل ، والثغور الجزرية والشامية وجند قنسرين والعواصم ..... وامرة بتقوى الله سرا وعلنا.. وامره بان يوصى عماله ويستوصى بحضور المساجد الجامعه ... والدعوه لامير المؤمنين على سائر المنابر فى اعماله حسب ما جرت العادة ...وامره بان يرتب فى مسالح (1)عمله الجلد والشهامه والحزم والصرامه ......وامره ان يوعز الى اصحاب المعاون فى الاحكام وان يحضر مجالسهم العامة ويطيعوهم الطاعة التامة ...... وامره بالخراج والاعشار والضياع والجهبذة والصدقات والجوالى (2) ذوى الغناء واالكفاية ...وامره بان ينوط باسواق الرقيق والعيار فى دور الضرب والطرز والحسبة بمن يجمع الى ديانته ، فانهن امور كالحكم ولا يضطلع بها الاهل العلم ............هذا عهد امير المؤمنين اليك ........ وكتب يوم الاثنين لعشر ليال بقين من ذى القعدة سنة ستة وستين وثلث مائة (3)
حرص الخلفاء العباسيون على ارضاء الحمدانيين لقيامهم بحماية الحدود ضد قوات الرومان وتصديهم للقلاقل التى تثيرها القبائل العربية والكردية فى تلك المكان فكانو يرسلون اليهم لواء وخلعا كاملة ودابة بما عليها من الزينة وطوقا من الذهب الخالص (4)
الادارة
كانت الادارة فى الموصل والجزيرة بعد ان تولى حكمها الحمدانيون تسير ابسط النظم وقد انابوا عنهم ولاة لادارة نواحى ولايتهم وكان ناصر الدولة ، انيب الوزراء اسوة بالخلفاء ليعاونوهم فى ادارة شئون الدولة فى الجزيرة لانشغال الامراء الحمدانيين فى الحروب ويطلق على الوزراء ايضا لقب الكتاب لانهم كانوا يختاروا من بين الكتاب ذوى الكفاية ، ومن بين الذين تولوا الوزارة لللامراء الحمدانين فى الجزيرة الحسين بن على المغربى وينتمى الى احدى الاسر الفارسية ويقال ان اصل هذه الاسرة من البصره ثم انتقلت الى بغداد حيث ولد الذى بغض المناصب ايام ابن رائق ثم استوزره ناصر الدولة واستوزر ابو تغلب ابا وقرة بن دنحا وهو نصرانى ايضا وابا الحسن على بن عمر بن ميمون بن على .
ولى الحمدانيون دولتهم الى اعمال فعينوا ولاة ينوبون عنهم فيها ، فولى ناصر الدولة حمدان عاى الرحبة سنة 358 ه (1)كما ولى ابنه هبة الله على ميافارقين (2) وابنه محمدا المكنى على نصبيين (3 )وولى غلاما عبد الله بن حمدان اسمه هزار مرد على امد ثم وذلك فى اواخر عهد ابى تغلب . وعندما توفى خلفه غلام اخر يدعى مؤنس .
مما تقدم يتضح لنا ان الامراء الحمدانيين كانوا يعينون نوابا عنهم فى ادارة نواحى البلاد من اقاربهم وغلمانهم ليضمنوا ولائهم واخلاصهم لهم ورغم ذلك واجهوا كثيرا من اقاربهم فى اطراف دولتهم .
كانت جميع السلطات مركزه فى يد الامير الحمدانى وان كان هناك عمال لمساعدته مثل الخراج والاعشار وجباة الصدقات والجزية ودواوين الجند التى كانت تحوى سجلات مدون من الجند ومرتباتهم ودار الطراز الخاصة باعداد الخلع والملابس الخاصة بالامراء .(4)
اضطر معظم امراء بنى عقيل الى ترك الموصل نظرا لكثرة الحروب وعدم الاستقرار السياسى والاقامة فى بعض المدن الاخرى الخاضعة لنفوذهم مثل السن (5) وتكريت والانبار حتى يتمكنوا من صد المغيرين على عاصمتهم ثم العوده.
ولى امراء بنى عقيل نوابا لهم على اعمالهم لادارتها وكانوا يحرصون على ان يكون هؤلاء النواب من اقاربهم او من خاصة الامراء .وكان عدد هؤلاء يزداد او ينقص تبعا لحالة الدولة التى لم يسودها الاستقرار لكثرة الصراعات والحروب التى سادت فترة حكم امراء العقيلين ، ولم يتمتع هؤلاء بأى نفوذ لاستئثار الامراء العقيليين بالسلطة سواء فى دولتهم . وقد دان لهم نوابهم شبه المستقلين فى هيت ، وتكريت ، وحديثة وذلك نظرا لصلة النسب التى تربطهم بهم فكلهم من بنى عقيل .
كان لامراء العقيليين ، نواب فى جميع الاعمال التى خضعت لهم ونواب اشبه بالسفراء ، فكان للامير القلد بن المسبب والى الموصل نائب فى البلاد فى عهد البويهيين ، كما كان له نواب اخرون فى البلاد التى خضعت لهم ، واتخذ جميع حكام بنى عقيل فى دولتهم لقب الامير غير ان بعضهم تسمى مثل الامير شرف الدولة ابو المكارم مسلم بن قريش العقيلى .
اتخذ امراء بنى عقيل وزراء لهم مثل الخلفاء العباسيين والامراء الحمدانيين جعلو وزارة بنى عقيل تنفيذية نظرا لتجمع السلطة فى يد الامير العقيلى (1) ومن وزراء ، الاميرعقيلى قرواش بن المقلد ، الوزير ابو القاسم الحسين بن على بن الحسين المغربى والامير قراوش اختلف معه فقبض علية سنة 411 ه / 1020م وصادر امواله واخلى سبيله (2)
ظهرت فى العصر العباسى اقسام ادارية جديدة مثل :
ادارة الموصل التى تعد من اقسام الادارية الجديدة التى ظهرت فى العصر العباسى ، فقد فصلت عن الجزيرة سنة 132ه غير انها عادت بعد واندمجت فى اقليم الجزيرة خلال حكم الحمدانيين وسيطرة بنى بوية على امور بغداد .(3)
ومن التغييرات الادارية التى حدثت فى منطقة الجزيرة فصل ارمينية عن الجزيرة فى عهد الخليفة ابى العباس الذى جعل منها ولايتين .(4) كذلك فصلت شهر زور عن الموصل وضعت الى اعمال الجبل وقد تم هذا فى عهد الخليفة هارون الرشيد .(5) ومن الاقسام الادارية التى ظهرت ايضا ولاية العواصم التى انشأها الخليفة الرشيد ، ففى سنة 170 ه عزل كل الثغور عن الجزيرة وقنسرين جزاءا واحدا واسماه العواصم (6).
ويشمل بعض المدن منها منبع ورعبان وقورس وانطاكية وتيزين وتعرف كل مدينة من هذه المدن عاصمة لانها تعصم الثغر .(1) وكانت منبع قاعدة اقليم العواصم فى بادئ الامر ثم حلت انطاكية محلها ولم يكن لاقليم الثغور عاصمة معروفة ، غير انها تعد من اهم مواقع اقليم الثغور (2)
حل نظام الثغور والعواصم العباسى – الذى يمثل قسما اداريا خاصا – محل نظام الاجناد الاموى فقد قضت الجيوش الخراسانية العباسية الثائرة على جيش الاجناد الشامية الاموى الذى يمثل قوة الجيش الاموى. (3) وهذه لعواصم ولايات عسكرية يحكمها قاده عسكريون وتخضع لنظام عسكرى الى كانت الثغور قواعد عسكرية لا يقيم فيها سوى الجنود والمجاهدون (4)
ولكن يصعب وضع حدود بين الثغور الجزرية والشامية . يقول الاضطخرى ان ثغور الشام والجزيرة كله من الشام ، وذلك ما كان وراء نهر الفرات فمن الشام . وانما سميت من ملطية الى مرعش بثغور ابره لان اهالى الجزيرة يرابطون عليها ويغزون منها .(5)
كانت ولايات الثغور والعواصم والجزيرة وارمينية متجاورة وشئونها متداخلة ، نجد انه فى عهد الخلفاء الراشيدين والامويين واوائل العباسين كان يعهد فى بعض الاحيان الى والى واحد بالشام والجزيرة ، وفى بعض الاحيان كانت الموصل تضم الى ارمينية تحت ادارة واحدة . غير ان العواصم والثغور بدات تأخذ بالتدريج واصبح بها امراء يتولون ادارتها (6)
ادى انشاء ولاية العواصم العسكرية الى زيادة عطاء قواتها ففضلا عن اهميتها التى لم تكن ضئيلة اخذوا ارضا لاستثمارها مما شجع كثيرا من الاسر الانتقال من اقصى الامبراطوية الى اقليم الثغور واستقروا فيه فازدهرت فية الحياة. (7)
اعتمد الحمدانيون على جيش كبير للاحتفاظ بسيطرتهم على الجزيرة وكان الحمدانيون بطبيعتهم رجال حرب قبل ان يكونوا رجال سياسة ودهاء ، الحمدانيون جميعا معروفون بأنهم فرسان اشداء وقواد ممتازون .
ادرك ناصر الدولة ان اقامة دولة حمدانية يتطلب اعداد جيش قوى ، لذلك جمع جيشا كبير يضم القبائل العربية والمماليك الاعاجم وتمكن بمساعدتهم محاربة البويهيين ، غير انه لم يكن هناك رابطة تربط الجند بناصر الدولة الا الارزاق والغنائم ، فاذا تأخر ناصر الدولة عليهم فى صرف ما يستحقونه اثاروا الفتن والشغب ، كما حدث فى الموصل وفى واسط عندما كان الحمدانيون تولوا امرة الامراء . ويعد العرب من اهم العناصر التى ضمتها الجيوش الحمدانية ، انا ابا تغلب استعان بقبيلة عقيل التى ظلت تعاونية حتى حلت به الهزيمة.كما ضم جيش الحمدانيين الكثير من المتطوعين الذين انضموا الى الجيش لجهاد الخارجين ، غير ان الاتراك كانوا اول عنصر اعد منه ناصر الدولة جيشة ، غير انهم كانوا مصدر الكثير من المتاعب (1) ففى عام 335 ه تأمروا ضده وكادوا لعقد الصلح مع معز الدولة البويهى بدون علمهم ، فلما بلغ الاتراك ثاروا علية وكادوا يقتلونه وامروا عليهم تكين الشيرازى مما اضطر ناصر الى الخروج من الموصل الى نصبيين ودخل الاتراك بزعامة تكين واخذوا يتعقبونه ، فخرج من نصبيين الى سنجار ومنها الى الحديثة ثم الى السن حيث التقى بجيش معز الدولة فسار معه الى الحديث وابنه تكين الشيرازى واستطاع ان يوقع به الهزيمة (2)
كذلك اعتمد ناصر الدولة على عرب الجزيرة واستعان بهم فى حروبة يطلب منهم قطع المؤن عن عدوه ، كما اعتمد على الاكراد الذين كانوا عنصرا هاما من عناصر الجيش . وقد صاهرهم بزواجه من فاطمة بنت احمد ، لذلك كانوا خلفاء له ولابنه ابى تغلب من بعده .
الادارة العسكرية
اما عن الادارة العسكرية فى الموصل عند الحمدانيين فكانوا يسجلون اسماء الاسلحة والخيل الاصلية حسب اعطياتهم وارزاقهم . ومن اهمل فى ذلك تعرض للغرامة والقصاص ، ومن يخل بواجباته العسكرية من الجند تسقط ارزاقه وكانت الاموال تصرف للجند حسب رتبة كل منهم .(3)
اما بالنسبة للدولة العقيلية فلم يكن لها جيش نظامى فاذا نشبت الحرب يطلب الامير العقيلى من القبيلة كلها ان تخرج للحرب ، فكان افراد القبيلة جنودا . وفى معظم الاحيان كان ينضم الى جيوشهم جنود من القبائل العربية والكردية التى انضوت تحت لوائهم ، وعلى الرغم من انه لم يكن للعقيليين جيش نظامى فان بعض امرائهم مثل المقلد بن المسبب اعد جيشا من الاكراد والديلم وغيرهم
يتكون من ثلاثة الاف جندى ، تصرف لهم المرتبات شهريا ، كما كان جيشه يضم عددا من الغلمان الاتراك بالاضافة الى جماعات تقييم بإثارة الاضطرابات والقلاقل فى نفوس خصومهم ، فهذه الجماعات اشبة باعصابات او الفدائيين . وكان العقيليون يصحبون معهم فى القتال اهلهم ومتاعهم وماشيتهم وفى معظم الاحيان كان المقلد يرسل عددا من اصحابة لمهاجمة العدو ليلا .
كان الامير العقليى يتولى قيادة الجيوش الى رؤساء القبائل المشتركة معه فى الحرب ويعرفون بالعقداء (اى العقيد )، ففى سنة 392 ه اشترك مع الامير قرواش بن مزيد المقلد العقيلى – عندما اتجه نحوا الكوفة على راس جيوش لنصرة صاحب الحلة ابن مزيد الاسدى ضد البويهيين وبنى خفاجة – كل من رافع بن الحسين ، وقراد بن اللديد ، وغريب ورافع ابنى معن ، فى جمهرة بنى عقيل . وكان عدد المحاربيين فى الجيش العقيلى يزداد او ينقص نظرا لظروف الحرب والاشتراك فيها (1)
الحياة الاقتصادية
تمتع اهل الموصل بسعة فى العيش وامن فى الحياة فى عهد الامويينفقد كانت الزراعة والتجارة لكثرة القبائل التى هاجرت اليها ، حتى بلغ خراجها فى عهد معاوية بن ابى سفياناربعة ملايين درهم سنويا (2) غير ان خراجها لم يستقر على ماهو علية فى اوائل العصر العباسى فجبى الرشى والى الخراج من قبل هارون الرشيد ستة درهم من الموصل وارسلها الى الرقة حيث كان يقيم الخليفة .(3)
وفى سنة 207ه ارتفعت الاسعار بالموصل وسائر بلاد الجزيرة .وقد طولب اهل الموصل بأن يؤدوا الخراج فى يوم واحد .(4) كما ساءت الاوضاع الاقتصادية بعد دخول البويهيين بغدد سنة 334 ه / 945 م (5) ولما دارت الحرب فى هذه السنة بين ناصر الدولة وبين معز الدولة البويهى والخليفة المطيع وتمكن ناصر الدولة من الاستيلاء على بغداد غلت الاسعار ومنع الحمدانيون الامدادات عن الجيش البويهى ، فحل باهل بغداد الضيق والمجاعة واستولى الجند على غلات الفلاحين ونقلوها فى معسكراتهم بينما لم ترتفع الاسعار فى معسكر ناصر الدولة لانة كان يتسلم من الموصل عن طريق دجلة .
.
1- خاشع المعاضيدى : دولة بنى عقيل فى الموصل ص 159 : 161
2- معيد الديومجى : تاريخ الموصل ص37
3- الازدى ،ابو زكريا يزيد بن محمد (ت 334ه / 945 م) : تاريخ الموصل ص 362 ، 288
4- الازدى : تاريخ الموصل ص362 ، 410
5- فيصل السامر : الدولة الحمدانية ج 1 ص 32 ، 33
الانتاج الزراعى والصناعى
اهتم الخلفاء العباسيون بتنمية موارد الثروة فى الموصل والجزيرة ، فبذلو جهدهم لانماء الزراعة وزيادة محصولها ، وتجلى ذلك فى حرصهم على حفر الترع والقنوات واقامة السدود وامدادهم الاراضى الواقعة بين نهرى دجلة والفرات مساحة واسعة من الترع او المصارف ، فتحسنت الحالة الزراعية فى هذه المنطقة .(1)
تعد منطقة الجزيرة الفراتية من المناطق التى ازدهرت فيها الزراعة وخاصة ضفاف نهرى دجلة والفرات وروا فدهما وكثرت الزراعة على صفتى نهر الخابور كذلك الحال حول مدينة راس عين وقد حل الخراب ببعض الاراضى فى منطقة الجزيرة التى تقع بالقرب من الحدود البيزنطية بسبب الحروب المستمرة مع البيزنطيين ، فالزراعة تزدهر اذا كان هناك استقرار سياسى (2).
وكانت الحاصلات الزراعية تختلف من اقليم الى اخر حسب طبيعة الاقليم من اشهر المزروعات فى عهد العباسيين الحنطه التى كانت تزرع فى الاماكن التى يتوافر بها ماء . كما ازدهرت زراعة الكروم فى بعض الاقاليم (3) ، وكان كثير من بلاد العراق يعد من مراكز انتاج التمر (4) . وقد اشتهرت سنجار ببساتين النخيل . يقول ابن حوقل " وليس بالجزيرة مدينة ذات نخيل فى وقتنا هذا اكثر من سنجار " (5)، كثرة زراعة الحنطة والشعير فانتشرت بكثرة فى الجزيرة وخاصة حول الموصل ، فى الموصل مضرب المثل فى كثرة انتاج الحنطة وجودتها (6) . وتعد المخزن الذى يمد العراق وخاصة بغداد بالحبوب ، فى اوقات الشدة . (7) يقول المقدسى " تمد بغداد من الموصل ". (8)
اما فيما يختص بزراعة الارز فلا يوجد ما يدل على توفر زراعته فى اى ناحية من نواحى الجزيرة واشتهرت سنجر بزراعة الرمان وقصب السكر كما تفوقت راس العين وحران فى الجزيرة بزراعة القطن .(9)
ان معظم مدن الجزيرة الفراتية محاطة بالاراضى الزراعية فتعد نصبين من مدن الجزيرة فواكه زمياها وخضرة ومتنزهات فضلا عن الغلات التى اشتهرت بالكثير من الحبوب والقمح والشعير والكروم .وظلت نصبين على هذه الحال منذ الاسلام حتى سنة 330 ه عندما فرض عليها بنو حمدان رسوما لم يعهدها الحسن بن عبد حمدان الى نصبين وتمكن من السيطرة عليها " وجعل مكان الفواكه الغلات بالحبوب والسمسم والقطن والارز فصار بها اضعاف ما كانت علية وزادت ربوعها .........."
يقول بن حوقل سياسة الحمدانيين الزراعية ، فقال " ولم يك بها شجر ولا بساتين الا القليل اليسير ،فلما تملك بنو حمدان ورجالهم غرسوا فيها الاشجار وغزرت الفواكه وغرست النخيل والخضر " (1)
اهتم الحمدانيون بزراعة الشعير والحنطة والسمسم والارز والقطن وحصلوا على كميات وفيرة من ربع هذه المزروعات (2) كذلك ادخل الحمدانيون زراعة القطن الى بين النهرين (3) وتعد مجدل(4) وراس العين (5) وحران من المراكز الهامة لزراعته فى الجزيرة (6) .كان الحمدانيون عمالا للعباسين على الموصل ثم امتنعوا عن دفع الضمان المفروض عليهم كما بدأوا فى بسط سيطرتهم على اجزاء اخرى .
اما عن سياسة الحمدانين الزراعية فنجد انهم اشتروا اراضى الموصل عندما سيطرو عليها بأبخس الاثمان . فكان ناصر الدولة يجبر اصحاب الاراضى على بيعها بأقل الاثمان ، كما اشتط الحمدانيون فى جمع الخراج سنة 360ه من ابناء عمهم ، وهم من تغلب فى بوقعيد (7)مما اضطرهم الى الرحيل عن ديارهم والالتجاءالى الروم ، فمنحهم الامبراطور البيزنطى اجود الضياع وتحولوا الى النصرانية ، وشنو غارات على الدولة الاسلامية بسبب ما لقوه من اضطهاد .
قامت سياسة الحمدانيين تهدف الى انماء الغلال والحبوب على حساب الاشجار ، ففى ايام ناصر الدولة – قلعوا غابات الصنوبر واشجار الفاكهة وزرعوا الغلات والحبوب كالقطن والارز والسمسم ، ونتج عن هذا ارتفاع خراجها وزيادة ،
، كما ان ابا تغلب قام بالاستيلاء على معظم الغلات وعلى حصة المزارع بالثمن ندره ونقلها الىمخازنه . ومما يجدر ملاحظته ان سياسة الحمدانين ادت الى زيادة الانتاج والخراج للحصول على اكبر مورد يسد حاجاتهم (1)
زاد اقليم الموصل بوفرة موارده الزراعية التى كانت تقل عند حدوث اضطرابات عدة ايام العقليين الذين اهتم امراؤهم بالحصول على غنائم الحروب التى دارت معهم .
الضياع وهى اراضى غير مستغلة زراعيا ، لذا يحق لاهالى هذه المنطقة الرعى فيها .(2) فكانت الابقار والاغنام والخيول تربى فى سهول الموصل الواسعة .(3)
كانت الجزيرة الفراتية تروى من نهرى دجلة والفرات وروافد هما الكثيرة ، منطقة ديار بكر كانت تروى من نهردجلة ، بينما يروى نهر الفرات ديار مضر ، منطقة ديار ربيعة فيرويها الخابور والزاب الاسفل . ومياه نهر دجلة منخفض عن مستوى الارض لذلك كان يتعذر الاستفادة منه (4) . فأعتمدوا على الامطار والعيون حتى ان مدينة راس عين بها اكثر من ثلاثمائة عين ماء . تستخدم فى رى البساتين . وكانت بساتين نصبيين وحقولها تروى من ماء فى التلال المجاورة (5).
اما عن ماء الامطار فنجد ان القسم الشمالى من العراق الذى يضم الموصل والجزيرة الفراتية وما والاها من الاعمال التى تقع شرق دجله يعتمد وما فى الزراعة لكثرتها فى هذه المنطقة .(6) وعندما تأخر نزول المطر سنتى 329 ه /940م ، 377ه / 987م ترتب على ذلك ارتفاع اسعار السلع ما يبين مدى اهمية نزول الامطار فى هذه النواحى .(7) اما بالنسبة للمزروعات الصيفية فكانوا يستخدمون النواعير لريها ، فترفع النواعير الماء من اسفل الى اعلى بالدلو لرى بساتين الفواكه والحاصلات الصيفية فى جانب الشرقى من النهر لوفرة مياه العيون اكثر مما فى الجانب الغربى لان اقليم الموصل يستفيد من المطر ومن توابعه ومن العيون والابار فى سقى مزروعاته (8)
الانتاج الصناعى
اما عن الانتاج الصناعى ، فقد اشتهرت الموصل بصناعة المنسوجات من الصوف والقطن والكتان حتى كانت تصدر منها بعض انتاجها ومن الصناعات التى تفوقت بها الموصل منسوجات قطنى خفيف يعرف " الشاش " وقد ذاعت شهرته فى اسواق البلاد الاوربية .
صنع فى الموصل نسيج مخطط كانت تصنع منه الملابس ، والابسطة ، ويعرف بالمسوح ، برع اهل الموصل ايضا فى صناعة الخز وهو نسيج رقيق يصنع من الصوف والحرير. لذلك اشتهرت الموصل وامد بصناعة الستائر المطرز بعضها بخيوط الذهب (1) وازدهرت ايضا صناعة الوشى(2) وهو نسيج حريرى مطرز وكان يصنع بامد الوشى ولمناديل والطيالس(3)وكان بالموصل منذ القرن الاول للهجرة اسواق خاصة يباع فيها منتجاتها ، وبه معدات الجيش من خيام وحبال وغيرها ، وسوق القتابين ويباع فيها اقتاب ، وسوق السراجين ويصنع فيها سروج ولوازم الخيل (4)
ومن الصناعات التى اشتغل بها اهل الموصل قطع الرخام وزخرفتة ونقره وكانوا يقومو بتبليط دورهم وفى واجهات المبانى والنوافذ ومداخل الابواب وغير ذلك فى شمال وغرب الموصل.
وجدت فى الموصل صناعة الاوانى وتطعيمها بالزخارالمختلفة (5).
كذلك أهتم أهالى الموصل بالمصنوعات الخشبية ; وقد ساعد موقعها فى الاطراف الشماليه التى تحيط بها الجبال ,على زراعة الاخشاب ,وتصدر بعض انتاجها منه الى بلاد العراق (6).
وكانت ماردين من مدن الجزيرة التى اشتهرت بصناعة الزجاج وكانت تصدره الى كافة بلدان الجزيرة والعراق وبلاد الروم وكان يتميز بجودته (7).
كانت الموصل مركزا لصناعة السلاسل والنشاب(8) والسكاكين والاسطال (9)
واشتهرت حران فى الجزيرة الفراتيه بصناعة الالات الهندسيه الدقيقة مثل الاسطرلابالذى كان يصنع من النحاس او البرنز ,ويستخدم فى قياس ارتفاع النجوم والقمر والشمس ,(1) وقد اهتم اهل حران بهذه الصناعة لانها موطن الصابئه الذين اهتموا برصد حركات الكواكب ومعرفة بروجها (2).
اما عن الصناعات الغذائية , فاشتهرت جزيرة ابن عمر بصنعها ومما يؤكد انها كانت تصدر العسل والسمن والجبن والزبيب وغيرها الى الى الموصل يقول ابن حوقل " وتصل منها الى الموصل المراكب مشحونة بالتجارة كالعسل والسمن والجبن والجز واللوز والبندق والزبيب والتين الى غير ذلك من الانواع (3) .اشتهرت حران بصناعة العسل والموزاين . اما الحسنية (4) فقد اشتهرت بصناعة الانبذة والخمور فى بعض مدن الجزيرة الفراتية لكثرة زراعة الكروم فى المنطقة (5 ).
ومن الصناعات التى تفوقت فيها الموصل مطاحن الحبوب ; ومن انواعها
- الدر :- وهى كثيرة الانتشار داخل المدينة غير انها لاتطحن الا كمية محدودة لان بها حجر واحد ويديرها بغل .
- الرحى:- وجمعها ارحية ويديرها تيار ناء العيون . او تكون لها ساقية تاخذ الماء من نهر دجلة او احد توابعهة فينحسر الماء فى الساقية ثم يصب فى بئر الرحى ثم يصب ماء البئر على دولاب خشبى اسفله فيجعله يدور (6).
- العروب :- اشتهرت الموصل بصناعة هذا النو ع من المطاحن . وكانت تصنع من الخشب والحديد وتديرها الرياح . وقد نظموا سرعتها بمنافذ تفتح وتغلق (7) . وكانت هذه المطاحن تقام على نهر دجلة وتستخدم لطحن الحبوب مثل الحنطة والشعير وتنقل من الموصل الى العراق (8) .
النشاط التجارى والمعاملات التجارية :-
كان للجزيرة الفراتية اهمية خاصة بين اقليم الخلافة العباسية فهى معبر بين الشام والدولة البيزنطية وارمنية واذربيجان اما فيما يتعلق بالتجارة ; فكانت موصلات البحرية فى جنوب اوربا .
وكان للثغور دور كبير فى التجارة نظرا لوقعها بالقرب من البحر المتوسط (1)
اعتبرت بعض الثغور من بين المراكز التجارية مثل ثغر موعش الذى يقع فى اطراف سوريا (2) . وثغر ملطيه الذى كاان مركزا تجاريا هاما (3) .تميزت الثغور الشامية والجزرية بموقعها بين الشام المطل على البحر الكتوسط بين العراق وارمنية وبين اسيا الصغرى , وقد اتصلت هذه الثغور بتلك الجهات عن طريق شبكة من الطرق هيأت لها دورا كبيرا (4) .
وجه خلفاء العصر العباسى الاول اهتمامهم الى تسهيل سبل التجارة فاقاموا ابار والمحاط فى طرق القوافل , كما انشاوا المنائر فى الثغور وينوا الاساطيل لحماية السواحل من اغارات لصوص البحار وكان لذلك اثر كبير فى نشاط حركة التجارة الداخلية والخارجية (5).
نشطت حركة التجارة فى اقليم الجزيرة , وبخاصة فى الموصل التى تعتبر باب العراق و فكانت تلتقى بها الطرق التجارة من اذربيجان والشام ومن ارمينيه جنوب العراق (6) كما كانت تصل بين الدولتين الاسلامية والبيزنطيه .(7)
حتى ان نشاط الموصل التجارى مالبث ان تضاءل فى الايام الدولة العقيليه لانشغال امرائها باخماد الفتن والاضرابات الداخلية (8) .
كان نهر الفرات فهو صالح للملاحة فى اقسامه العليا كما هو الحال بين ( تل فافان )(9) والموصل (10) وكانت بضائع ارمينية تأتى الى بغداد مارة بالموصل . كان نهر الفرات صالحا للملاحة من مكان الذى تقع فية سمساط ، نقل عليه التجارة بين الشام وبغداد . وكان خشب البنأ الوارد من الجبال ارمينية وزيت زيتون الوارد من الشام يعدان من البضائع التى كانت تنقل بكميات فى نهر الفرات .
نشطت حركة الملاحة فى نهرى دجلة والفرات فالمراكب تسير فيها باستمرار منذ قام العباسيون بحفر قناة وصلت نهر دجلة بالفرات عند بغداد ..
وكان نهر الفرات يؤمن الموصلات بين خليج البصرة والبحر المتوسط .فالسفن القادمه الى البصرة تنقل ما تحمله من بضائع عبر نهر الفرات شمالا حتى الرقه ومنها تنقل البضائع برا الى ساحل البحر المتوسط .(12)
وكان يوجد على الطرق النهرية الهامة محطات يحرسها حراس وتجبى فيها الضرائب ، كما كان يوجد حراس فى بيوت من القصب فى الاماكن اليابسة الموجوده فى الممرات المائية فى البطيحة (5) وذلك لضمان سلامة الموصلات .ويشرف على الموصلات صاحب ديوان البريد ، الذى يشترط فيه ان يكون على دراية تامة بالطرق .
قائمة المصادر والمراجع
(أ) المخطوطات العربية :
1- الاصطخرى : ( توفى فى النصف الاول من القرن الرابع الهجرى ) ابو اسحق ابراهيم بن محمد الفارسى الاصطخرى المعروف بالكرخى .
- " كتاب الاقاليم " مخطوط اعادت طبعه بالاوفست مكتبة المثنى ببغداد .
(ب) المصادر العربية المطبوعه :
2- ابن الاثير ، على بن احمد بن ابى الكرم ( ت 630 ه /1328 م)
- الكامل فى التاريخ (بيروت 1386 ه / 1966 م )
3- البلاذرى ، احمد بن يحيى بن جابر ( ت 279 ه ، 792 م )
- فتوح البلدان ( نشرة ووضح ملاحقة وفيها د. صلاح الدين المنجد ) مكتبة النهضة المصرية .
4- ابن حوقل ، ابو القاسم محمد ابن حوقل البغدادى ( ت فى اواخر القرن الرابع الهجرى - كتاب صورة الارض . منشورات مكتبة دار الحياة ببيروت .
5- ابن خلدون ، عبد الرحمن بن محمد ( ت 808ه / 1405- 1406 م)
- العبر وديوان المبتدأ والخبر 1391 ه / 1971م
6- ابو زكريا يزيد بن محمد اياس بن القاسم الازدى ( ت 334 ه/ 945 م)
تاريخ الموصل ( تحقيق د. على حبيب ) القاهرة 1387 ه / 1967 م .
7- القلقشندى ، ابو العباس احمد ( ت 821 ه / 1418 م)
- صبحى الاعشى فى صناعة الإنشا
8- مسكويه ، ابو على احمد بن محمد ( ت 421 ه / 1030 م)
- كتاب تجارب الامم ( 1333 ه / 1915 م ) مصر
9- المقدسى ، شمس الدين ابو عبد الله محمد ( ت 388 ه / 997 م)
- احسن التقاسيم فى معرفة الاقاليم بيروت 1906 م
10- ياقوت ، شهاب الدين ابو عبد الله الحموى الرومى ( ت 626 ه / 1229 م )
- معجم البلدان بيروت 1376 ه / 1957 م
(ج)الكتب العربية الحديثة :
11 – حسن ابراهيم حسن
- تاريخ الاسلام السياسى الطبعة الثامنة 1974
12 – خاشع المعاضيدى
- دولة بنى عقيل فى الموصل بغداد 1968 م
13 – سعيد الديوجى
- تاريخ الموصل مطبوعات المجمع العلمى العراقى 1402 ه / 1982 م
14- فتحى عثمان
- الحدود الاسلامية البيزنطية بين الاحتكاك الحربى والاتصال الحضارى 1966 م
15 – فيصل السامر
- الدولة الحمدانية فى الموصل وحلب بغداد 1970 م
16 – محمد جمال الدين سرور
- الحياة السياسية فى الدولة العربية الاسلامية خلال القرنين الاول والثانى بعد الهجرة الطبعة الرابعة 1393 ه / 1973 م دار الفكر العربى
17 – مجلة : مجلة علمية تبحث فى اثار العراق القديمة جامعة القاهرة رقم 242
(د) الكتب المعربة :
18 – ادم متز
- الحضارة الاسلامية فى القرن الرابع الهجرى ( نقلة الى العربية محمد عبد الهادى ابو يزيد ) الطبعة الثانية 1367 ه / 1948 م
19 –زامباور
- معجم الانساب والاسرات الحاكمة فى التاريخ الاسلامى ( اخرجه الدكتور زكى محمد حسن وحسن احمد محمود
20 – ى . هل
- الحضارة العربية (" ترجمة د. ابراهيم احمد العدوى – راجعه د. حسين مؤنس ) القهرة 1375 ه / 1956 م .