http://www.eltare7.blogspot.com/google324c3cba9ff2b9ca.html‬ التاريخ صانع المستقبل: النصوص التاريخية باللغة الانجليزية

ردد معى

لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحى ويميت وهو على كل شئ قدير

الجمعة، 3 أغسطس 2012

النصوص التاريخية باللغة الانجليزية

المقدمة
    منذ نشأة الدولة الإسلامية بعد هجرة النبي صلي الله عليه وسلم إلي المدينة و العداء و الحرب مع الكفار لا ينقطعان، سواء مع مشركي مكة أو الأعراب أو اليهود، و كانت قريش هي حجر الزاوية في هذا العداء.      و قد كان لزاماً علي النبي صلي الله عليه و سلم أن يحارب هذه القوي حتى يثبّت أركان الدولة الإسلامية. فلجأ أولاً إلي مهادنة اليهود في المدينة، ومناوشة الأعراب من حولها، وتوجه بالجهاد نحو قريش لأنها كانت أشدهم بأساً وأعظمهم خطراً. وكانت الحرب معها سجال فبعد الانتصار الكبير في بدر أصيب المسلمون في اُحد.     في أثناء ذلك لم يرعى اليهود ذممهم وعهودهم و هذا شأنهم دائماً فقد قال الله عز و جل عنهم {أَوَكُلَّمَا عَاهَدُواْ عَهْداً نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُم بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ} (100) سورة البقرة. بل وصلت بهم الجرأة أن حاولوا قتل النبي صلي الله عليه و سلم لذا أجلاهم رسول الله صلي الله عليه و سلم حتى لم يبقي بالمدينة إلا يهود بني قريظة الذين اُخرجوا بعد غزوة الأحزاب.      وفي غزوة الأحزاب –وبتحريض من اليهود- اجتمعت كل قوي الكفر ولم تجتمع من قبل وحاصروا المدينة وكادوا أن يدخلوها و لكن الله عز و جل هزمهم ورد كيدهم إلي نحورهم و في هذا يقول الله عز وجل {وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا} (25) سورة الأحزاب.

صلح الحديبية
     في شهر ذي القعدة سنة 6 هـ الموافق 628 م، أمر محمد أتباعه باتخاذ الاستعدادات لأداء مناسك العمرة في مكة، بعد أن رأى في منامه أنه دخل هو وأصحابه المسجد الحرام، وطافوا واعتمروا. واستنفر العرب ومن حوله من أهل البوادي ليخرجوا معه، فخرج منها يوم الإثنين غرّة ذي القعدة سنة 6 هـ، في 1400 أو 1500، ولم يخرج بسلاح، إلا سلاح المسافر (السيوف في القُرُب)، وساق معه الهدي 70 بدنة. ولمّا علمت قريش بذلك، قررت منعه عن الكعبة، فأرسلوا 200 فارس بقيادة خالد بن الوليد للطريق الرئيسي إلى مكة. لكنَّ محمدًا اتخذ طريقًا أكثر صعوبة لتفادي مواجهتهم، حتى وصل إلى الحديبية على بعد 9 أميال من مكة، فجاءه نفر من خزاعة ناصحين له، فقال لهم محمد «إنّا لم نجيء لقتال أحد، ولكنا جئنا معتمرين، وإن قريشًا قد نهكتهم الحرب وأضرّت بهم، فإن شاءوا ماددتهم، ويخلّوا بيني وبين الناس، وإن شاءوا أن يدخلوا فيما دخل فيه الناس فعلوا، وإلا فقد جَمُّوا، وإن هم أبَوا إلا القتال فوالذي نفسي بيده لأقاتلنهم على أمري هذا حتى تنفرد سالفتي، أو لينفذنّ الله أمره». فعادوا إلى قريش موصلين تلك الرسالة، فبعثت قريش عروة بن مسعود الثقفي، ليفاوض المسلمين، فأعاد محمد عليه نفس العرض،
       ثم أرسل محمد عثمان بن عفان إلى قريش ليفاوضهم، فتأخر في مكة حتى سرت إشاعة أنه قد قُتل.  فقرر محمد أخذ البيعة من المسلمين على أن لا يفرّوا، فيما عرف ببيعة الرضوان، فلم يتخلّف عن هذه البيعة أحد إلا جد بن قيس، ونزلت آيات من القرآن ﴿لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا﴾. خلال هذا وصلت أنباء عن سلامة عثمان، وأرسلت قريش سهيل بن عمروذلك الذي كانت له حياة هادئة في مكة، ولم يكن في سيرته مصادمات مباشرة مع المسلمين، الأمر الذي يمكنه من التفاوض مع المسلمين بهدوء، وبالفعل كان سهيل كذلك، حتى إن رسول الله حين رآه قادمًا استبشر وبشر المؤمنين وقال: "قَدْ سَهُلَ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ(1)، أَرَادَ الْقَوْمُ الصُّلْحَ حِينَ بَعَثُوا هَذَا الرَّجُلَ"(2).. لتوقيع اتفاق مصالحة عرف بصلح الحديبية.
نصوص صلح الحديبية
    ونصّت بنوده على عدم أداء المسلمين للعمرة ذلك العام على أن يعودوا لأدائها العام التالي، كما نصّت على أن يرد المسلمون أي شخص يذهب إليهم من مكة بدون إذن، في حين لا ترد قريش من يذهب إليهم من المدينة. واتفقوا أن تسري هذه المعاهدة لمدة 10 سنوات، وبإمكان أي قبيلة أخرى الدخول في حلف أحد الطرفين لتسري عليهم المعاهدة.  فلما فرغوا من الكتاب انطلق سهيل وأصحابه، عمّ المسلمين الحزن الشديد بسبب بنود الصلح، وعدم تمكنهم من أداء العمرة، فقال لهم محمد «قوموا فانحروا» ثلاثًا فما قام منهم أحد، ثم قام محمد ولم يكلّم أحدًا منهم حتى نحر بُدْنَه، ودعا خراش بن أمية فحلق له رأسه، فلما رأى الناس ذلك قاموا فنحروا، وجعل بعضهم يحلق بعضًا، حتى كاد بعضهم يقتل بعضًا غمًا.  وأقاموا بالحديبية بضعة عشر يومًا ويقال عشرين يومًا، ثم انصرفوا.
   
نتائج الصلح
     كان من نتائج الصلح أن بعث محمد رسائل إلى العديد من الملوك في العالم، داعيًا إياهم إلى اعتناق الإسلام، واختار من أصحابه رسلاً لهم معرفة وخبرة، وأرسلهم إلى الملوك في شهر ذي الحجة سنة 6 هـ، وقيل بل في بداية شهر المحرم سنة 7 هـ قبل غزوة خيبر بأيام.  فكان أول رسول عمرو بن أمية الضمري إلى النجاشي ملك الحبشة، فلما وصله الكتاب، وضعه على عينيه ونزل من سريره فجلس على الأرض تواضعًا، فأسلم على يد جعفر بن أبي طالب وقال «لو كنت أستطيع أن آتيه لأتيته». وأرسل دحية الكلبي إلى قيصر (هرقل) ملك الروم، وعبد الله بن حذافة إلى كسرى ملك فارس، فلما وصله الكتاب مزّقه، فقال في ذلك محمد «اللهم مزّق مُلكَه». وأرسل حاطب بن أبي بلتعة إلى المقوقس ملك مصر، فلما وصله الكتاب بعث لمحمد كهدية جاريتين هما مارية القبطية (والتي أخذها لنفسه فولدت له إبراهيم)، وأختها سيرين بنت شمعون (والتي أعطاها لحسان بن ثابت) وبغلة (دُلدُل)، ولكن المقوقس لم يُسلِم. وأرسل شجاع بن وهب الأسدي إلى الحارث بن أبي شمر الغساني، وأرسل سليط بن عمرو العامري إلى هوذة بن علي الحنفي ملك اليمامة. وبعث آخرين إلى ملوك عدة غيرهم.
      كان الخطاب إلى كل زعماء العالم، الخطاب متشابه في مضمونه مع اختلاف الألفاظ على حسب البلد المرسَل إليها، واختلاف الدين الذي يدينون به. ومع وحدة الخطاب إلا أن ردود الأفعال كانت متباينة، فقد بلغ بعضها القمة في الأدب وحسن الردّ، في حين بلغت بعض الردود الأخرى أدنى مستوى لسوء الأدب والمعاداة، وبعضها بين هذا وذاك.










النص الاول
رسالة الرسول (صلى الله عليه وسلم) الى المنذر بن ساوى

The messages of the prophet peace be upon him to El-Monther Ibn Sawy ,the prince of el-Bahrain :
         In the name of Allah the most gracious the most merciful, from Mohamed the prophet peace be upon him to El-MontherIbn Sawy , peace be upon you , praise be to Allah and I confess that no god but Allah, and in the name of Allah the majesty , I advise you to obey the messengers of Allah because the advisor is the one who advises one's self then Allah  will give you twice reward , I order you to invite your people to Islam because my messengers mentioned that you are a good leader and have praised you , and if you refuse, shall not punish you , but leave the believers with their religion and take El-geziah (head-tax )from Jews and Megosians (fire-slaves)
الترجمة
      بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الإسلام إلى المنذر بن ساوى:
سلام عليك إنى أحمد الله إليك ،الله الذي لا إله غيره وأشهد ان محمدا عبده ورسوله اما بعد : فانى اذكرك الله عز وجل فانه من ينصح فانما ينصح لنفسه ومن يطع رسلى ويتبع امرهم فقد اطاعنى ومن نصح لهم فقد نصح لى وان رسلى قد اثنوا عليك خير الله وانى قد شفعتك فى قومك فاترك للمسلمين ما اسلموا عليه وعفوت عن اهل الذنوب فاقبل منهم وانك مهما تصلح فلن نعزلك عن عملك ومن اقام على يهوديته او مجوسيته فعليه الجزية
التعليق
     أما المنذر بن ساوى رحمه الله فقد أعلن إسلامه وأسلم شعبه، وكانوا يدينون بعبادة الأصنام، لكن يبدو أن المنذر بن ساوى رحمه الله كان قوياً ممكناً في قبيلته ومحبوباً بين شعبه، وكان الناس تبعاً لقائدهم كعادة العرب في ذلك الوقت، فزعيم القبيلة أخذ قرار الإسلام فأسلمت قبيلته وأسلم شعبه. وهذا الوضع غير الوضع في بلاد الحبشة حيث كان بلدًا نظامياً(3)
 

النص الثانى
رسالة الرسول (صلى الله عليه وسلم) الى جيفر وعباد ابناء الجلندى

The messages of Allah's prophet , Mohammed, to Jiffer and Abbad the sons of El-Galandy, the princes of Oman 
      In the name of Allah, the most gracious, the most Merciful from the prophet , Mohammed to Jiffer and Abbad the sons of El-Galandy god's peace be upon who believed in Allah ' after that' I call you in the name of Islam ' if you believed in god 'you will be in god's peace I am Allah's messenger to all people to call for Islam , those who are alive and those who don't accept it, they will be sinners . if you didn't believe in god , your rule wouldn't stay and I would fight you and be your prophet .
الترجمه
      ومما جاء في رسالة النبي صلى الله عليه وسلم إلى جيفر وعباد ابني الجلندي: "بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى جيفر وعباد ابني الجلندي السلام على من اتبع الهدى أما بعد فإنني ادعوكما بدعاية الإسلام اسلما تسلما فاني رسول الله إلى الناس كافة لأنذر مـن كان حيا ويحق القول على الكافرين وأنكما أن أقررتما بالإسلام وليتكما وان أبيتما ان تقرا بالإسلام فان ملكما زائل عنكما وخيلي تطأ ساحتكما وتظهر نبوتي على ملككما ".

التعليق    
     لقد إختلفت الروايات التاريخية حول التحديد الزمني لدخول الإسلام في عمان , فبينما ‏تشير الكثير من المصادر إلى أن الرسول عليه الصلاة والسلام هو الذي بادر بدعوة ‏حكام عمان إلى الإسلام وهما جيفر وعباد أبناء الجلندي , بيد أن الذي أختلف عليه ‏المؤرخون هو تحديد الفترة التي بعث فيها الرسول إلى حكام عمان حيث تذكر بعض ‏الروايات ان ذلك قد حدث عام 6 هـ بعد صلح الحديبية إلا أن رواية أخرى تحدد ‏تاريخ المراسلة بعد فتح مكة عام 8هـ وتذهب رواية ثالثة إلى أن ذلك قد حدث عقب ‏حجة الوداع .      وتشير المصادر التاريخية إلى أن الرسول عليه الصلاة والسلام أرسل كتاباً مع أبي زيد ‏الأنصاري إلى الجلندي أو إلى جيفر عام 6 هـ ثم بعض بكتاب آخر مع عمرو بن ‏العاص عام 8هـ وكتاباً ثالثاً إلى أهل عمان رواه أبو شداد الدمائي من أهل دما قال : ‏جاءنا كتاب النبي صلى الله عليه وسلم في قطعة أدم : ( من محمد رسول الله إلى أهل ‏عمان , أما بعد , فأقروا بشهادة أن لا إله إلا الله وإني رسول الله , أدوا الزكاة وخطوا ‏المساجد وإلا غزوتكم) . وهناك كتاب أخرى رابع تسلمه عبدالله بن علي الثمالي ومسلية ‏بن هزان , حينما قدما في رهط من قومهما على الرسول صلى الله عليه وسلم فأسلموا ‏وبايعوا على قومهم وكتب الرسول لهم كتابما بما فرض عليهم من الصدقة في أموالهم .‏

       ونتيجة لهذه الكتب ونتيجة لأتصال بعض أهل عمان المباشر بالرسول صلى الله عليه ‏وسلم أفرادا وجماعات إنتشر الإسلام في عمان إنتشاراً واسعاً ساعد على ذلك إن محمد ‏عليه الصلاة والسلام قد جعل حكم عمان بيد أبناء الجلندي في حالة إعتناقهم الإسلام ‏وفوض إبن العاص في جمع الزكاة من أغنياء البلاد وتوزيعها على من يحتاجها من ‏الفقراء والمساكين .‏
     
      وقيل أن وفداً من الأزد قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد روى أبو نعيم عن ‏سويد بن الحارث رضي الله عنه قال: وفدت سابع سبعة من قومي على رسول الله فلما ‏دخلنا عليه وكلمناه أعجبه ما رأى من سمتنا وزينا فقال : ما أنتم ؟ قلنا: مؤمنون , ‏فتبسم عليه الصلاة والسلام وقال : إن لكل قوم حقيقة , فما حقيقة قولكم وإيمانكم , قلنا: ‏خمس عشرة خصلة , خمس منها أمرتنا بها رسلك أن نؤمن بها , وخمس أمرتنا أن ‏نعمل بها , وخمس تخلفنا بها في الجاهلية , فنحن عليها إلا أن تكره شيئاً منها فنتركه , ‏فقال عليه الصلاة والسلام: ما الخمس التي أمرتكم بها رسلي أن تؤمنوا بها ؟ قلنا: ‏أمرتنا أن نؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت, قال : والخمس التي ‏أمرتكم رسلي أن تعملوا بها؟ قلنا: الشكر عند الرخاء والصبر على البلاء ولرضاء بمر ‏القضاء والصدق في مواطن اللقاء وترك الشماته بالأعداء , فقال: حكماء وعلماء كادوا ‏من فقههم أن يكونوا أنبياء , ثم قال: وأنا أزيدكم خمساً فتتم لكم عشرون خصله , إن ‏كنتم كما تقولون فلا تجمعوا مالا تأكلون ولا تبنوا مالا تسكنون ولا تنافسوا في شئ أنتم ‏عنه غداً زائلون وأتقوا الله الذي إليه ترجعون وعليه تعرضون , وأرعبوا فيما عليه ‏تقدمون وفيه تخلدون.. فأنصرفوا وقد حفظوا وصيته عليه السلام . لذا فلا عجب أن ‏نجد الرسول الكريم يدعوا لأهل عمان قائلاً: (رحم الله أهل الغبيراء (أهل عمان) أمنوا ‏بي ولم يروني) .(4)


النص الثالث
رسالة الرسول (صلى الله عليه وسلم) الى هرقل ملك الروم

The messages of Allah's prophet' god's blessings and prayers be upon him '' to Hercules ' the ceaser of the roman empire:
       In the name of Allah, the most gracious, the most Merciful from, Mohammed  Allah's messengers to Hercules' ' the ceaser of the roman empire god's peace be upon who believed in Allah ' after that' I ask you in the name of Islam ' if you believed in Allah 'you will be in god's peace and he will gift you twice : unless you believe in god, you will be guilty like the arcians. He answered : to ahmed , god's prophet whom Jesus told us about you from the ceaser of Rome . I have receive you message from your messenger and I believed you are god's messenger , and we have read about you jesus ibn mariam told about you , and I called the Romans to believe in you but they refused , if they had obeyed me , that would have been good for them , and I wish to your slave and wash your feet.
الترجمة
كتاب الرسول إلى هرقل ملك الروم
«"بسم الله الرحمن الرحيم من محمد بن عبد الله إلى هرقل عظيم الروم:
 سلام على من اتبع الهدى، أما بعد فإنى أدعوك بدعوة الإسلام أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين، فإن توليت فعليك إثم جميع الآريسيِّين(5)
رد هرقل : الى احمد نبى الله الذى اخبرنا عنه المسيح ، من ملك الروم انا استقبلت رسالتك من رسولك وانا بصدق انك رسول الله ونحن قرأنا عنك حين اخبرنا المسيح بن مريم وانا دعوت الرومان لتصديقك ولكنهم رفضوا فأن اطاعونى لكان خيرا لهم  وأني لتجشَّمْتُ لقاءَهُ، ولو كنت عنده لغسلتُ عن قَدَمِه.      
التعليق
     جاءت رسالة الرسول في صحيح البخاري، وهناك كثير من الناس من الممكن أن تستغرب كلام هذه الرسالة، فنحن نعلم أن هذه الرسالة هي من رئيس دولة صغيرة جديدة وهي دولة المدينة المنورة، وجيشها على أكبر تقدير ثلاثة آلاف جندي،
.                                                                                  .

(5) الآريسيِّين : (أي الرعايا من الفلاحين والزراع)
وعمرها لا يتجاوز الثلاث سنوات وأسلحتها بسيطة، وعَلاقاتها في العالم محدودة جدًّا، ومع ذلك يُرسِل زعيمها رسالة إلى هرقل قيصر الروم، الزعيم الأعظم للدولة الأولى في العالم الإمبراطورية الرومانية التي تسيطر على نصف أوربا الشرقي، إضافةً إلى تركيا والشام بكامله، ومصر والشمال الإفريقي، وجيوشها تقدر بالملايين بلا مبالغة، والأسلحة متطورة جدًّا، وتاريخها في الأرض أكثر من ألف سنة، لا بد أن ندرك كل هذا ونحن نقرأ كتاب الرسول إلى قيصر الروم: "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. مِنْ مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى هِرَقْلَ عَظِيمِ الرُّومِ، سَلاَمٌ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى، أَسْلِمْ تَسْلَمْ".
      فقد حرص الرسول على ظهور عزته وعزة الدولة الإسلامية في كل كلمة من كلمات الخطاب؛ أولاً: بدأ باسمه قبل اسم هرقل. وهذا الكلام كان خطيرًا في زمانهم، فقد كتب: "من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم"، ثم دعاه مباشرة للدخول في الإسلام، فقال: "أسلم تسلم". في صيغة ليس فيها تردُّد. إلا أنه لم يقلل من قيمة الطرف الآخر، بالعكس رفع قدر الطرف الآخر وحفظ له مكانته قال: "إلى هرقل عظيم الروم". وأيضًا جمع في مهارة عجيبة بين الترهيب والترغيب يقول له: "أسلم يؤتك الله أجرك مرتين". يعني فيها نوعٌ من الترغيب، ثم يقول له مهدِّدًا بوضوح: "فإن توليت فإن عليك إثم الأريسيِّين".
رد هرقل على رسالة النبي
        عندما أرسل الرسول رسالته إلى زعيم الروم، أخذ هرقل ملك الروم الأمر بمنتهى الجدية، ولم ينكر أن يكون ذلك الرجل نبيًّا حقًّا، ولم يكن ينقصه إلا التأكد فقط. ونحن عندما نسمع عن هرقل أو نقرأ عنه نشعر أنه كان زعيمًا نصرانيًّا متدينًا ملتزمًا إلى حد كبير بتعاليم النصرانية، وأن هذا الرسول بشَّر به موسى وعيسى عليهما السلام.
حوار بين أبي سفيان وهرقل
       سمع هرقل أن هناك نبيًّا ظهر في بلاد العرب، فأمر هرقل جنوده أن يأتوا ببعض العرب؛ لكي يسألهم عن هذا النبي الذي ظهر في بلادهم. واستطاع الجنود الإمساك ببعض التجار الذين كانوا يتاجرون في غزة بفلسطين، وكان هرقل في بيت المقدس في ذلك الوقت، وهو يريد أن يستوثق من أمر الرسول ، وكان من بين هؤلاء التجار أبو سفيان بن حرب زعيم قريش. وهذا الأمر حدث بعد صلح الحديبية مباشرة؛ فقد سافر أبو سفيان لغزة للتجارة، وأمسكه بعض الجنود، وأخذوه إلى هرقل في بيت

المقدس، والتوقيت عجيب من كل النواحي، فكأن الله  أرسل أبا سفيان الذي كان كافرًا في ذلك الوقت؛ ليقيم الحجة على هرقل في هذا اللقاء العجيب.
ورد في البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما، نقلاً عن أبي سفيان بعد إسلامه، أن هرقل سأل التجار أيكم أقرب نسبًا لهذا الرجل الذي يزعم أنه نبي، فقال أبو سفيان: "أنا أقربهم نسبًا إليه". فقال هرقل: "أدنوه مني، وقربوا أصحابه، فاجعلوهم عند ظهره". أي جعل أبا سفيان واقفًا ووراءه مجموعة من أصحابه، ثم قال لترجمانه: "قل لهم: إني سائلٌ هذا الرجل -يعني أبا سفيان- فإن كذبني فكذبوه".
وبدأ استجواب هرقل لأبي سفيان أمام الجميع من العرب والرومان وفي حضور عِلية القوم من الأمراء والوزراء والعلماء من الرومان.
فقال بمنتهى الصراحة: فإن كان ما تقوله حق فسيملك موضع قدمي هاتين، وقد كنت أعلمُ أنه خارج، لم أكن أظن أنه منكم، فلو أني أعلم أني أخلصُ إليه لتجشَّمْتُ لقاءَهُ، ولو كنت عنده لغسلتُ عن قَدَمِهِ.
هرقل يعترف بالإسلام ولكنه يفضل الملك
      لقد كان هرقل على استعدادٍ لاتباع الرسول ، ولكن في المقابل كانت هناك ثورة كبيرة في داخل البلاط الملكي ترفض تمامًا فكرة الإسلام. وعقد هرقل مقارنة سريعة بين المُلك وبين الإيمان، أي بين الحياة ممكَّنًا وبين الموت شهيدًا، فأخذ القرار، واختار الملك والحياة ورفض الإيمان، وبعد كل هذا اليقين اكتفى بأن يحمِّل دحية الكلبي ببعض الهدايا لرسول الله ، ولم يفكر في قضية الإيمان
      وبعد كل هذه القناعة برسول الله ، وبكل هذا اليقين بنبوته لم يقف هرقل عند حدِّ عدم الإيمان ولم يقبل بالحياد، ولكنه سيَّر الجيوش تلو الجيوش لحرب المسلمين مع إحساسه الداخلي أنه سيغلب، وأنه لن ينتصر على المسلمين، ولكن هذا الإحساس لم يمنعه من اتباع الشياطين، ومحاولة مقاومة الإسلام بداية من مؤتة ومرورًا بتبوك، ومعارك متتالية في فلسطين والأردن وسوريا ولبنان وتركيا وغيرها، ومع فشله في كل هذه المعارك ومع تناقص الأرض من حوله ومع ظهور صدق الرسول يومًا بعد يوم، إلا أن هرقل لم يؤمن، ويبدو أن فتنة الكرسيّ لا تعدلها فتنة.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق